مع استمرار الاشتباكات المسلحة بالعاصمة السودانية الخرطوم يخشي مثقفون ومهتمون بالتراث أن يطال الدمار والنهب متاحف سودانية تقع وسط الخرطوم، وهي أكثر المناطق اشتعالا.
وفي محيط المعارك الدائرة بوسط الخرطوم يقع متحف السودان للتاريخ الطبيعي الكائن بشارع الجامعة، في المنطقة المتاخمة لجامعة الخرطوم، فيما يقع متحف السودان القومي علي شارع النيل بالخرطوم.
وتدور معارك طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من المتحفين مما يثير المخاوف من فقدان السودان لكنوز أثرية نادرة.
وقالت مديرة متحف السودان للتاريخ الطبيعي سارة سعيد "لقد ماتت الحيوانات البرية الحية بمتحف التاريخ الطبيعي موتا بطيئا، جوعا وعطشا".
وأضافت في بيان صحفي اليوم "آخر إمداد وعناية بهذه الحيوانات النادرة كان يوم الجمعة 14 إبريل، قبل بداية الحرب مباشرة".
وتابعت "تواصلنا مع كل الجهات، ولكن لم يستطع أحد الوصول للمتحف خشية على حياتهم من نيران الاشتباكات".
وحذرت من فقدان السودان لحيوانات المتحف الحية وبها بعض الحيوانات التي يندر وجودها في بيئتها الطبيعية.
وقالت "خسرنا أعدادا كبيرة من الثعابين والعقارب السامة التي تم جمعها بصعوبة بالغة في مشروع مشترك مع مركز أبحاث الكائنات السامة لتوطين إنتاج الأمصال بالسودان".
وزادت "أننا خسرنا حيوانات وزواحف كانت مهمة جدا للأبحاث بكلية العلوم وللتعليم عموما لمختلف الفئات".
ويضم المتحف عددا كبيرا من الحيوانات، كما يضم عينات نادرة لأعشاب، وبذورالنباتات ذات أهمية اقتصادية.
ويعتبر متحف السودان للتاريخ الطبيعي أحد مكونات كلية العلوم بجامعة الخرطوم، وتم افتتاحه في العام 1958.
ويواجه متحف السودان القومي الواقع علي شارع النيل بقلب العاصمة السودانية الخرطوم مصيرا مجهولا، إذ تدور معارك عنيفة في محيط المتحف.
وقال الباحث في التراث السوداني عبد الله شيخ أدريس "هناك معارك عنيفة بالقرب من المتحف، وهناك روايات غير مؤكدة عن تضرر مبني المتحف".
وأضاف "من الصعوبة بمكان الوصول إلى شارع النيل أو مبني المتحف، أو تفقد المقتنيات الثمينة المعرضة للسرقة والنهب".
وتابع "هناك تقارير غير مؤكدة عن رؤية تماثيل ومقتنيات ثمينة في أيدي لصوص، هذه التقارير مقلقة، ونأمل أن تتحرك السلطات لحماية المتحف واستعادة المسروقات".
ويعد متحف السودان القومي أكبر المتاحف بالسودان، ويقع على مقربة من النيلين الأزرق والأبيض بالخرطوم، وتم افتتاحه عام 1971.
ويحتوي متحف السودان القومي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان، يمتد تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، وحتى فترة الممالك النوبية.
وتشتمل الصالات الداخلية للمتحف على العديد من المقتنيات الحجرية، والجلدية، والبرونزية والذهبية، والحديدية، والخشبية، وغيرها في شكل منحوتات وآنية، وأدوات زينة وصور حائطية وأسلحة وغيرها.
أما فناء المتحف وحديقته فعبارة عن متحف مفتوح، يشتمل على العديد من المعابد والمدافن والنصب التذكارية، والتماثيل بأحجام مختلفة، والتي كان قد جرى إنقاذها قبل أن تغمر مياة السد العالي مناطق وجودها وتمت إعادة تركيبها حول حوض مائي يمثل نهر النيل، حتى تبدو وكأنها في موقعها الأصلي، وأهمها معابد (سمنه شرق) و(سمنه غرب) وبوهين، كما تشتمل على مقبرة الأمير (حجو تو حتب) وأعمدة كاتدرائية فرس.
ويشهد السودان منذ 15 إبريل الماضي اشتباكات دامية بين أكبر قوتين عسكريتين في السودان،وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأدى القتال إلى نزوح ولجوء آلاف السودانيين إلى مناطق آمنة بالسودان وإلى دول الجوار ومنها مصر وإثيوبيا وتشاد، وفقا لإحصاءات أممية.
//ص
دمار كبير ألحقته الحرب بمتحف السودان للتاريخ الطبيعي
إضافة تعقيب